ها هي الحرب لم تتوقف، تسعة أشهر والعالم مختبئٌ يختبر قدرته على الصمت ، بينما الحرب تلعب مع أطفالنا في الشوارع ، وتفكر بزيارتهم إلى المدارس لتقتسم معهم الحصص الدراسية.
انفجارات جبل نقم وعطان بكل رعبها أمام عيني ، كانت تكفي لأشعر أن هذا العالم لم يعد سوياً ، وأنه لا يصلح سوى للخذلان فقط ، صرخنا بكل لغات العالم ، أخبرناهم أن هذه القذائف والقنابل المحرمة تسقط على رؤوسنا بكثافة وهيستيريا مفرطة ، وأن الذين يعيشون هنا يتحسسون حتفهم كل دقيقة ، في لحظة يتذاكرون فيها أنهم بشر وليسوا حشرات ، لازال الحزن يتفاقم ، والعالم يكتفي بمراقبة جراحنا العالقة في الفراغ ، نناديه ونهتف بإنسانيته ولا أحد يرد علينا …!
لم نكن نعتقد أن الضمير العالمي قد تهالك على هذا النحو ، وأن إنسانيته المثقوبة مختزلة في أنشطة البان كي مون القلق جداً ، إنه يلتقي أرباب الحرب ليأخذهم جانباً بصورة انفرادية تماماً كما يفعل السماسرة ، لابد وأنه في إحدى المرات كان يهمس لهم بترتيبات إضافية لمواصلة الحرب ، ويعدهم أن يغمض عينيه شرط أن لا يغضبوا منه حين يقلق بشدة .
في النهاية هذا العالم لن يفعل شيئاً ، سيشب في النار إلى أن نهلك أو يلوذ القتلة بالفرار..!